الأطباء الروس يقفون على اعتاب ايجاد علاج ناجح لامراض الشلل باستخدام تقنية جديدة من خلايا الجسد البشري.
يقف الاطباء الروس على اعتاب ايجاد علاج ناجح لامراض الشلل الناجمة عن اصابات الدماغ او الانقطاع الكلي او الجزئي للنخاع الشوكي باستخدام تكنولوجيا علاجية جديدة.
وقال المدير العام لمستشفى علاج الامراض العصبية المعروف باسم (نيروفيتا) اندريه بروخوفيتسكي "اننا نتعامل مع اصابات الدماغ والنخاع الشوكي وكذلك امراض الارتعاش المعروف باسم باركينسون والسكتة الدماغية وحالات التصلب المنتثر".
واوضح بروخوفيتسكي الذي عمل لسنوات طويلة في الاسطول الحربي البحري وعلاج حالات الاصابات الحربية "ان الخبراء الروس في مستشفى نيروفيتا اكتشفوا علاجا ينبع من الجسم الانساني نفسه ويتمثل في استخدام الخلايا الاصلية الماخوذة من جسم المريض واستخدام الجراحة الموضعية لادخال هذه الخلايا الى الاجزاء المصابة لدى المريض.
واضاف "اننا نأخذ هذه الخلايا من دم المريض ونقوم بفرزها في معدات تكنولوجية تسمى المفرزة". واستطرد ان من السهل في ظل الإنجازات العلمية الحديثة احتساب نسبة الخلايا التالفة في دماغ المصاب وبالتالي تحديد كمية الخلايا السليمة التي يتعين صبها في جسم المريض.
ومضي قائلا "لكي تصل هذه الخلايا إلى المنطقة المتضررة فإننا نقوم باستحداث مجرى عن طريق استخدام الأوعية الدموية التي يتم حشرها في فجوة يتم فتحها في الدماغ وربطها بالأوعية الدموية" قائلا ان الحديث يدور أساسا حول استئناف الدورة الدموية في الدماغ المصاب. واشار الى وجود حالات ناجحة لعلاج إصابات الرأس عن طريق إدخال الخلايا الأصلية الى منطقة الدماغ قائلا ان هذه الخلايا تتولى عملية إعادة الصلة المفقودة بين خلايا الدماغ المصاب وبالتالي استعادة الإنسان للقدرة على الحركة.
وأوضح ان هذه الخلايا ليست قادرة على الوصول الى الدماغ من أجزاء الجسم الأخرى اوتوماتيكيا وان الأسلوب العلاجي يكمن في ايصالها الى هذه المنطقة لتتولى هي بعد ذلك اعادة الحياة للأجزاء المصابة من الدماغ. وقال " لاحظنا وجود تحسن لدى أغلبية المرضي المصابين بتلف جزئي او كلي في النخاع الشوكي حيث تمكن أحد المرضى من تحريك أصابع اليد بينما حرك اخر قدمه فيما استعاد مريض من رومانيا يدعى رزوان ميخاي من السير على عكازات". واشار الى ان الاخصائيين الطبيين في سويسرا قيموا ايجابيا نتائج الأبحاث الروسية في هذا المجال واقترحوا على الجانب الروسي افتتاح فرع خاص بمعالجة هذه الحالات في لوزان.
وأوضح أن العلاج المقترح يستند إلى التجربة الكبيرة التي تم استخلاصها من علاج حالات الإصابات الحربية للعسكريين الروس مشيرا الى ان الابحاث في مجال استخدام الخلايا الاصلية كانت سرية. واشار الى ان مستشفى "نيروفيتا" المتخصص في علاج اصابات النخاع الشوكي في الظهر واصابات الدماغ تم افتتاحه قبل ثلاثة أعوام تقريبا في موسكو. وقال انه أجرى ست عمليات على مرضى مصابين بالشلل وان اربعة منهم استعادوا القدرة على الحركة او تحريك اطراف كانت مصابة بالشلل.
واوضح ان بعض الاشخاص الذين كانوا مصابين بتلف كامل في النخاع الشوكي استعادوا القدرة على المشي. وذكر ان الخبراء الأمريكيين طلبوا من إدارة المستشفى تزويدهم بدراسات حول نتائج استخدام الخلايا الاصلية في العلاج. واكد ان المستشفى لا يعمل على الاطلاق مع الخلايا الجنينية التي اثار استخدامها ازمة سياسية ودينية في الكثير من الدول.
واضاف ان الخبراء الروس العاملين في مستشفى "نيروفيتا" قرروا عدم استخدام الخلايا الجنينية في العلاج لعدة اسباب ابرزها عدم فعاليتها من الناحية الطبية اولا ووجود مشاكل قانونية ودينية متعلقة باستخدامها ثانيا. واكد على ان اهتمام الاوساط الطبية الدولية وخاصة في سويسرا باساليب العلاج الروسية في هذا المجال يؤكد صحة خيار الخبراء في المستشفى ووجود افاق كبيرة لتطويره.
واعترف بورخوفيتسكي بان الابحاث والعلاج لم تعط النتائج المتوخاة بشكل كامل مقيما نسبة النجاح الذي تم تحقيقة بصورة مجملة بحوالي 50 في المائة. وقال "احيانا نحصل على نتائج رائعة ونرى ثمار عملنا بصورة سريعة". ودلل على ذلك بنجاح علاج سيدة روسية تدعى باكلانوفا ظلت في حالة اغماء لمدة تزيد على خمسة شهور بعد تعرضها لضربة في الرأس قائلا أن العلاج أدى إلى استعادتها لوعيها.
واوضح ان التجارب التي اجريت على الحيوانات في هذا المجال اعطت نتائج إيجابية قائلا "لقد حصلنا حاليا على فرصة لعلاج الاشخاص المصابين". واكد أن حالات علاج الإصابة بانقطاع كامل في النخاع الشوكي في منطقة الظهر اعطت نتائج اولية ايجابية ولكن الحديث ما زال مبكرا حول النتائج النهائية.
واشار الى ان استخدام الخلايا الاصلية في علاج فتاة ادى بعد ثمانية شهور الى تمكنها من تحريك اصابع اقدامها والقيام ببعض الحركات واستعادة القدرة على الاحساس. تجدر الاشارة الى وجود ما يزيد عن 350 الف مريض في الولايات المتحدة الامريكية و 500 الف في آسيا و 40 الفا في بريطانيا و 80 الفا في المانيا من المصابين بالشلل الناجم عن تهتك او تلف النخاع الشوكي في الظهر.
وخلص بروخوفيتسكي الى نتيجة مفادها ان العلاج المبتكر بالخلايا الاصلية ما زال في مراحله الاولية وان اللجوء اليه ما زال محصورا في اطار ضيق ومحدود. وذكر ان الاطباء الروس قاموا حتى الآن بإجراء 6 عمليات باستخدام الخلايا الاصلية من اصل 30 عملية يخططون لاجرائها.