في الوقت الذي كانت تفتقر فيه الأساليب المتبعة في معالجة أورام المخ القاتلة لكثير من النواحي الفاعلة، تزايد اهتمام العلماء والباحثين من خلال أبحاثهم المضنية بغرض التوصل لطرق أكثر حداثة وفاعلية، لإنقاذ أرواح الآلاف من المرضى الذين يصابون بمثل هذه الأورام المميتة سنويًا حول العالم.
وفي هذا الشأن، أعلن باحثون من جامعة ديوك الأميركية أنهم نجحوا في التوصل لتقنية غير جراحية جديدة يمكن الاعتماد عليها مستقبلا ً في معالجة أورام المخ، حيث كشفوا النقاب عن أنهم تمكنوا من تصميم وتطوير قسطرة من الموجات فوق الصوتية التي يمكنها أن تناسب الأوعية الدموية الكبيرة للمخ والقيام بوظيفتين أساسيتين.
وأوضح الباحثون أن تلك القسطرة يمكنها أن تقوم بتوفير الصور ثلاثية الأبعاد الحقيقية المتحركة، كما أنها تقوم في الوقت ذاته بإحداث زيادات في درجة الحرارة الموضعية. هذا ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا من استخدام هذا النظام جنبا ً إلى جنب مع عقاقير العلاج الكيميائي المغطاة في فقاعات دقيقة عبارة عن حويصلات دهنية حساسة للحرارة يُطلق عليها (اليبوسومات) liposomes.
من جانبه، قال كارل هيركهوف، طالب الدراسات العليا بالفرقة الرابعة في كلية برات للهندسة التابعة لجامعة ديوك الأمريكية والباحث الرئيسي للدراسة البحثية الجديدة الخاصة بالأسلوب العلاجي المبتكر والتي تم نشرها في مجلة التصوير بالموجات فوق الصوتية:" سوف يقوم الأطباء بحقن حويصلات "اليبوسومات" الحاملة للعقاقير في دم الشخص المريض، ثم يقومون بإدخال القسطرة عبر أحد الأوعية الدموية إلى موقع ورم المخ".
وتابع هيركهوف حديثه قائلا ً :" سوف تستعين تلك القسطرة الجديدة بالموجات فوق الصوتية لتصوير الورم أولا ً، وبعدها سيقوم الأطباء بتوجيه شعاع ضوئي شديد لتوليد موجات حرارية في المنطقة المصابة، ومن ثم إذابة القشرة الخارجية لحويصلات "اليبوسومات"، وإفراز العلاج الكيماوي بصورة مباشرة إلى منطقة الورم، أما درجة الحرارة فستزداد نحو أربعة درجات سيليزية – وهي درجة الحرارة التي تكفي لإذابة حويصلات "اليبوسومات"، لكنها لا تكون كافية لإتلاف الأنسجة المحيطة، هذا ولم يسبق لأحد أن قام بتجربة تلك الطريقة من قبل في المخ".
وقال الباحثون أنه سيكون من الأفضل الاستعانة بتلك التقنية غير الجراحية الجديدة عوضاً عن الطرق التقليدية التي عادة ً ما يكون لها سلبياتها وآثارها الجانبية، ومن خلال سلسلة من التجارب التي تم إجرائها على مجموعة من النماذج الحيوانية والأنسجة المصنعة، أظهر الباحثون أنهم يستطيعون تطوير قسطرة رفيعة للغاية بحيث يمكن تثبيتها في أحد أوعية الدم الرئيسية بالمخ التي تكون قادرة على القيام