في شارع مزدحم وصاخب مجاور لمرفأ برغن غربي النروج ، ثمة قاعة اسمها « أسفو » تعج بالموظفين .. و لكن يسودها الصمت . العاملون فيها من الصم ، حصــراً ، مهمتهم ، للمفارقة ، القـيام بمونــتاج للأفلام .
و قال غونار فوسكانغر ، وهو ميكانيكي سابق فقد سمعه في 1982 أن مهامه تقضي بأن « أعرف أين تبدأ وأين تنتهي المشاهد » ، مستعيناً لأجل ذلك بالضوضاء التي يحدثها مثلاً 15 ألف مشاهد خلال متابعتــهم مبــاراة لفــريق كرة القدم المحلية ، موضـحاً ، خلال تقديمه لـ « اسفــو » الذي هو بمثابة « ابن له » ، أن عليــه « اكتشاف الوقت الأكثر إثارة » لينهي المشهد .
و يعمل هذا الرجل الخمسيني على تنقيح البرامج من الوقفات الإعلانية ، مستعيناً بحائط يعج بالأجهزة ، ثم يعيد تركيبها ، موضحاً انه من الضروري تحديد فاصل مدته دقيقة أو اثنتان وسط الفيلم ، بالاعتماد على « قراءة الشفاه » ، مع الحرص على ألا « يتم القطع أثناء حوار جار » ، مستعيناً أيضاً بالجهاز السمعي بالأشعة ، الذي يساعد على « قراءة » الأصوات على شكل رسوم بيانية ، « للتمييز بين الحوارات والموسيقى والتأثيرات الصوتية » .
و توضح نينا هورتلي مديرة « اسفو » ، الذي قام بمونتاج أفلام وبرامج مثل « اميركان ايدول » ، أن موظفي الشركة ، و عددهم 60 ، من الصم والقليلي السمع « يحسنون القيام بعملهم ، على أفضل وجه ، ولو لم تكن الحال كذلك لما حققنا ارباحا