في حالة إستنشاق هواء بارد فإنك وقتها تعرف أهمية الرئة و أهمية كونها صحية لا تعاني من أي مرض ، ويجب أن نعلم أن سرطان الرئة يقتل عدد أكبر مما تتسبب سرطانات الثدي و القولون و البروستاتا و البنكرياس مجتمعة معاً سنوياً.
حالياً لا توجد آداة فحص فعالة للكشف عن سرطان الرئة في حالاته المبكرة ، لذلك فإنه من النادر جدا إكتشاف المرض في مراحله الأولى مما يحد من فرص العلاج لهذا المرض.
وفي المراحل المتقدمة من سرطان الرئة يتم اللجوء إلى العلاج الكيماوي الذي يؤدي إلى تحسن متواضع في البقاء على قيد الحياة على الرغم من آثاره الجانبية التي قد تصل إلى التأثير السلبي على المدة الحياة نفسها ، وهناك أيضاً وسيلة أخرى لعلاج سرطان الرئة بدلاً من الكيماوي ألا وهي الأقراص العلاجية و تُتناول بعدد اقل جدا من العلاج الكيماوي و الآثار الجانبية.
وفي تجربة سريرية دولية تم دراسة 1466 مريض من 24 دولة بسرطان الرئة كانوا قد خضعوا لعلاج كيميائي سابق ، وقد قارن الباحثون في مركز اندرسون للسرطان بجامعة تكساس بين العلاج بالحبوب و العلاج بالكيماوي على مدار 3 أسابيع متواصلة.
قالت النتائج أن فرص البقاء على قيد الحياة متساوية ما بين الأقراص العلاجية بنسبة تعاطي لمدة 7.6 أشهر و بين العلاج الكيماوي لمدة 8 أشهر مع اختلاف كبير جدا في الآثار الجانبية، فقد كانت الاثار الجانبية الناتجة عن تناول الاقراص العلاجية الأكثر شيوعا ً هي حب الشباب و الطفح الجلدي مقارنة بالآثار الجانبية للعلاج الكيماوي من فقدان الشعر وإسهال شديد وإضطراب في الدم، وقال "إدوارد كيم" أستاذ مساعد في مركز أندرسون لأمراض الرأس والصدر والعنق والأورام الطبية "هذه هي أكبر دراسة للمقارنة بين العلاج الكيماوي والعلاج البيولوجي وقد اظهرت الدراسة عدم وجود فرق بينهما، واتبع قائلاً "يجب أن نطمئن الأطباء بأن الأقراص الطبية في علاج سرطان الرئة ليست مضرة اطلاقا ولكنها فعالة".
وقال الدكتور "مايكل كولين" ممن مستشفى برمنجهام صاحب التعليق على الدراسة "هناك الآن خيار جيد للمريض و هو اللجوء للعلاج بالاقراص عقب الفشل أثناء العلاج الكيماوي المضر"و قال أيضاً " مجمل النجاة من المرض صعب جدا والواقع أن عدد قليل جدا من المرضى يستجيبون للعلاجين سواء كان كيماوي او اقراص"، فالعلاج بالاقراص أرحم للمريض من العلاج الكيماوي الصعب جدا و من هنا فإن بعض الاطباء قد يقررون استخدام الاقراص العلاجية من باب التسامح مع المريض.
و قال مايكل "إذا لم يستجب المريض للعلاج الكيماوي فإنه يلجأ إلى الاقراص، والعكس صحيح" وقد حصلت تلك الأقراص العلاجية على الموافقة من هيئة الصحة العالمية كعلاج لسرطان الرئة عام 2003، و من هذا الحين حتى الآن فإن معظم من تعاطى هذه الاقراص وُضعت حالته تحت المراقبة، قال الأطباء أن العلاج الكيميائي ليس كل شيء ولكن لابد من وجود خيارات علاج عديدة ويمكن للناس أن يحيوا حياة طبيعية جدا وهم يحملون وزنا بيسطا من سرطان الرئة.