تقول مجموعة من علماء البيئة الصحية: ان اجتماع عاملي الضجيج والمواد الضارة في الجو يعزز من مخاطر اصابة الاطفال بالربو والتهاب القصبات ...واجرى الباحثون دراسة حول علاقة الضجيج بالربو وتوصلوا الى ان الاطفال الذين يعيشون في اماكن الضجيج الصناعية اكثر عرضة من غيرهم للربو و التهاب القصبات.
وبعد اجراء دراسة على مجموعة من الاطفال حسب صحيفة تشرين،الذين يعيشون في اماكن الضجيج تبين ان الاطفال الذين يعيشون قرب الشوارع السريعة هم اكثر عرضة لذرات السخام الصادرة عن عوادم السيارات والضجيج الصادر عنها يصابون اكثر من غيرهم بالربو والتهاب القصبات المزمن... وقارن العلماء النتائج خلال 5 سنوات ايضاً مع اطفال يعيشون في اجواء بيئية اكثر نقاء وابعد عن مناطق الضجيج والتلوث البيئي وتوصلوا الى ان هؤلاء الاطفال اقل عرضة من غيرهم لامراض الجهاز التنفسي.
وعن العلاقة بين الضجيج والربو جاء في الدراسة ان شدة الضجيج قرب نوافذ الاطفال المقيمين قرب مناطق الضجيج والتلوث ترتفع الى 60 ديسبلاً وهي وحدة قياس الضجيج واتضح ايضاً ان نسبة التلوث قرب هذه النوافذ ترتفع الى 40 ميكروغراماً من ثاني اوكسيد النتروجين في المتر المكعب وهما نسبتان عاليتان قياساً بنتائج قياس هذين العاملين في المناطق الريفية.
ويرى العلماء ان دور الضجيج يتمثل في تحوله الى عامل توتر يؤثر في الطفل اثناء نومه، واكد العلماء انه جرى دراسة اخرى ملحقة على الاطفال تبين وجود نسبة عالية من هرمون الكورتيزول في عينات ادرار الاطفال اثناء النوم، وعلى العكس من ذلك تكشف عينات الادرار التي اخذت في الصباح عن انخفاض غير اعتيادي في نسبة الكورتيزول ،والكورتيزول كماهومعروف هو الهرمون المعبر عن التوتر من خلال ارتفاعه في الدم والادرار، ويعتبر المستوى المنخفض للكورتيزول في الماء ضرورياً لتعزيز جهاز المناعة وضمان النوم العميق للانسان.
ومن جانب آخر، الصخب والضجيج والفوضى يضعف النمو الإدراكي والمهارات اللغوية عند الأطفال.. هذا ما حذر منه الأخصائيون النفسيون في جامعة بيوردو الأميركية.
وأوضح الدكتور ثيودور واشز، أستاذ العلوم النفسية في الجامعة، أن الأطفال الذين يعيشون في بيئة إزعاج وفوضى أو ما يعرف بـ "التلوث الضجيجي" يعانون من القلق ويصابون بمشكلات في التنظيم والتكيف مع متغيرات الحياة وضغوطاتها.
ولاحظ الباحثون بعد دراسة ردود أفعال الأطفال في سن ما قبل المدرسة، وجود مشكلة في قدرة الأطفال الذين نشأوا في بيئات منزلية فوضوية وغير منظمة، على التأقلم والعمل بجد، حيث يختلق سلوك الطفل حسب جنسه ومزاجه وطبيعته الحساسة.
ووجد هؤلاء أثناء دراستهم للآثار البيئية على النمو والتطور المبكر في فترة الطفولة، أن أكثر الأطفال تعرضاً للمشكلات المصاحبة للحياة المشوشة هم الأولاد السلبيون والانفعاليون وسريعو الغضب والتهيج.
وعرض الخبراء في مجلة "العلوم اليوم" الأميركية، عدداً من الاقتراحات لتقليل التشوش والضجيج في المنزل، وتشمل إطفاء جهاز التلفزيون إذ كان هو السبب الأساسي للضجة والصخب، لأنه قد يكون سبباً مباشراً للخبل والاضطرابات الذهنية عند الأطفال أو إصابتهم بالذهول والارتباك، وإنشاء مكان هادئ لجلوس الأطفال وانفرادهم بأنفسهم والسماح لهم بالتعبير عن شعورهم واحتياجاتهم.
كما ينصح الآباء بالقراءة لأطفالهم الصغار في أماكن هادئة حتى لا يتشتت ذهن الطفل، وتعليمهم كيفية ترتيب الملابس والألعاب ورفع الزائد منها وعدم وضعها جميعاً في مكان واحد بحيث يتم استبدالها كلما سئموا من اللعب بها